کد مطلب:186143 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:375

رسالة الحقوق
من أعلی التراث الاسلامی، و أنفس ذخائر المكتبة العربیة، رسالة الحقوق للامام زین العابدین علیه السلام، أتی فیها علی الحقوق المترتبة علی المسلم و هی خمسون حقا، حقوق الله سبحانه و تعالی، و حقوق النفس و الجوارح، و حقوق الفرائض، و حقوق المجتمع...

و قد شرح الرسالة كثیر من العلماء و الأدباء، منهم الخطیب السید حسن القبانجی فی جزئین كبیرین. و نحن نذكر النص، و للمزید یراجع الشروح.

عن أبی حمزة الثمالی قال: هذه رسالة علی بن الحسین علیه السلام الی بعض أصحابه:

اعلم رحمك الله أن لله علیك حقوقا محیطة بك فی كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها و آلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض.

و أكبر حقوق الله علیك ما أوجبه لنفسه تبارك و تعالی من حقه الذی هو أصل الحقوق و منه تفرع. ثم أوجبه علیك لنفسك من قرنك الی قدمك علی اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك علیك حقا و لسمعك علیك حقا و للسانك علیك حقا و لیدك علیك حقا و لرجلك علیك حقا و لبطنك علیك حقا و لفرجك علیك حقا، فهذه الجوارح السبع التی بها تكون الأفعال. ثم جعل عزوجل لأفعالك علیك حقوقا، فجعل لصلاتك علیك حقا، و لصومك علیك حقا، و لصدقتك علیك حقا، و لهدیك علیك حقا،



[ صفحه 284]



و لأفعالك علیك حقا، ثم تخرج الحقوق منك الی غیرك من ذوی الحقوق الواجبة علیك، و أوجبها علیك حقوق أئمتك ثم حقوق رعیتك ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق یتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها علیك: حق سائسك بالسلطان، ثم سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، و كل سائس امام، و حقوق رعیتك ثلاثة أوجبها علیك حق رعیتك بالسلطان، ثم حق رعیتك بالعلم، فان الجاهل رعیة العالم، و حق رعیتك بالملك من الأزواج و ما ملكت من الأیمان. و حقوق رحمك كثیرة متصلة بقدر اتصال الرحم فی القرابة، فأوجبها علیك حق أمك، ثم حق أبیك، ثم حق ولدك، ثم حق أخیك ثم الأقرب فالأقرب و الأول فالأول، ثم حق مولاك المنعم علیك، ثم حق مولاك الجاریة نعمتك علیه، ثم حق ذی المعروف لدیك، ثم حق مؤذنك بالصلاة، ثم حق امامك فی صلاتك، ثم حق جلیسك ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شریكك، ثم حق مالك، ثم حق غریمك الذی تطالبه، ثم حق غریمك الذی یطالبك، ثم حق خلیطك، ثم حق خصمك المدعی علیك ثم حق خصمك الذی تدعی علیه، ثم حق مستشیرك، ثم حق المشیر علیك، ثم حق مستنصحك، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جری لك علی یدیه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل عن تعمد منه أو غیر تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة، ثم الحقوق الجاریة بقدر علل الأحوال و تصرف الأسباب، فطوبی لمن أعانه الله علی قضاء ما أوجب علیه من حقوقه و وفقه و سدده.